
رغم ما قد يبدو من تشابه في التردد والتأجيل، إلا أن قصة نيكو ويليامز مع برشلونة تختلف تمامًا عن ملحمة كيليان مبابي مع ريال مدريد. ففي الوقت الذي أبدى فيه ريال مدريد صبرًا استراتيجيًا مع النجم الفرنسي، قرر برشلونة هذه المرة عدم الدخول في دوامة الانتظار مجددًا، خاصة بعد أن رفض ويليامز عرض النادي الكتالوني مرتين، واختار تجديد عقده مع أتلتيك بلباو حتى عام 2035، مع رفع قيمة شرطه الجزائي.
في برشلونة، كان الموقف واضحًا؛ إدارة النادي ترى أن فرصة ثانية كانت كافية، خصوصًا مع ما اعتبروه افتقار اللاعب للالتزام الكافي الذي يستحق من أجله صبرًا إضافيًا. قرار التجديد من قبل ويليامز ووكيله اعتُبر بمثابة إغلاق للملف، بل إنه وضع برشلونة في موقف مالي معقّد حال أراد العودة للتفاوض بشروط جديدة.
أما في حالة مبابي، فقد تعامل ريال مدريد مع الموقف بمنطق مختلف تمامًا. بعد تجديده المفاجئ مع باريس سان جيرمان عام 2022، انتظر النادي الملكي بصبر استراتيجي حتى نهاية عقده في 2024، ليظفر بخدماته دون تكلفة انتقال، في صفقة طال انتظارها لكنها أُنجزت بشروط مدريد.
في النهاية، يبدو أن برشلونة اختار الحسم، بينما اعتمد ريال مدريد سياسة النفس الطويل، وهي مفارقة تُظهر اختلاف العقليات في التعامل مع اللاعبين الكبار والفرص المتكررة.