
تاكتيكا — وسط صدمة جماهيرية كبيرة بعد الخسارة الثقيلة التي تلقاها ريال مدريد على يد باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، خرج الصحفي فريدريك هيرمل بمقال رأي عبر صحيفة “آس”، قدّم فيه قراءة هادئة ومختلفة لما حدث، داعيًا إلى التفهّم والصبر، مؤكدًا أن المشروع لا يُختصر في خسارة واحدة.
هيرمل، المعروف بدعمه المستمر لريال مدريد، افتتح مقاله باستعارة أدبية، مقتبسًا كلمات من قصيدة “كلمات لجوليا” التي كتبها خوسيه أغوستين غويتيسولو، قائلاً: “سامحوني، لا أستطيع إخباركم بأي شيء آخر، لكن أرجوكم تفهموا أنني ما زلت على الطريق”. تلك العبارة اختارها لتكون تعبيرًا عن المرحلة التي يمر بها ريال مدريد حاليًا تحت قيادة تشابي ألونسو.
في تحليله، أكد هيرمل أن مشاعر الإحباط والغضب التي انتابت المشجعين بعد المباراة مفهومة، لكنها ليست نهاية الطريق، بل مجرد محطة أولى في رحلة بناء مشروع جديد. أشار إلى أن تشابي ألونسو تسلّم زمام الأمور منذ فترة قصيرة، ولم يلعب سوى عدد محدود من المباريات، ومن غير المنطقي إطلاق الأحكام النهائية بناءً على مباراة واحدة، مهما كانت نتيجتها صادمة.
الهزيمة أمام باريس، من وجهة نظر هيرمل، لا يجب أن تُفسَّر على أنها فشل، بل على أنها تجربة تعليمية عميقة لفريق شاب ومدرب ناشئ. صحيح أن الخسارة كانت قاسية، ولكن كرة القدم لا تُبنى على ردود الفعل اللحظية، بل على الصبر، التطور، والقدرة على معالجة الأخطاء.
ويضيف: “إذا كنا منصفين وتركنا العاطفة جانبًا، فالحقيقة أن باريس سان جيرمان، بقيادة لويس إنريكي، هو أفضل فريق في العالم حاليًا من حيث الأداء والتنظيم. ما قدموه في نيوجيرسي لم يكن مفاجأة، بل استمرار لمنظومة تسير بثبات نحو القمة. لقد أصبح هذا الفريق آلة لا ترحم، يصعب الوقوف أمامها، وربما نكون أمام بداية عصر جديد تهيمن فيه باريس على الكرة الأوروبية”.
لكن رغم هذا الاعتراف بقوة الخصم، يوضح هيرمل أن هناك هدفًا واحدًا واضحًا أمام ريال مدريد الآن: أن يكون الفريق الذي يوقف باريس ويُسقطه من عرشه. قد لا يكون الأمر سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا. يتطلب فقط الإيمان بالمشروع، والدعم الكامل للمدرب، والتفاؤل بما هو قادم.
ويختم هيرمل مقاله برسالة أمل لجماهير الملكي: “الرحلة بدأت، وما زلنا على الطريق. لا تتوقعوا المعجزات في لحظة، فالمجد يُبنى عبر الوقت… وتشابي ألونسو يستحق هذه الفرصة”.